اليوم، 25 شوال، يوم الراتب…هذا اليوم الذي يعتبر أحد أكثر الأيام انتظاراً طوال العام لنا نحن معشر الموظفين! ذلك لأنه يأتي بعد راتب رمضان الذي طار نصفه في العشر الأخيرة من رمضان، وطار النصف الاخر مع تحويشة قبلها في العيد ومناسبات بعد العيد، وبالتالي نضطر لإكمال الشهر على (الفتات). اما هذه السنة ، فهناك شيئاً آخر حدث للجميع، ولم يحدث لي ولله الحمد، فقد وافق هذا الشهر ايضاً مصيبة ثالثة على الاباء وهي بداية الدراسة، لتأكل ما سيأتي لأن مالديهم حتما قد انقضى!
بدت معالم المشهد واضحة مع ساعات الصباح الأولى، الجميع كانوا يصطفون خلف الصرافات، كان المشهد مرعب…كان يشبه تلك الصور التي نراها في نشرات الأخبار عن النازحين من مدنهم بسبب كوارث طبيعية . أما أنا والذي ظننت يوماً ما أنني اجيد فن ادارة المال والتدبير فقد اثبت هذا الشهر بالذات أنني لازلت احبو في معترك الحياة. كنت في الماضي اسأل أحد اخواني ببرود ( كم هو المبلغ الذي تقول عنده أنك أصبحت (مطفر) أو تعتبره (صفرك الافتراضي)؟؟ فيجيب وعلامات الإستغراب على وجهه، اذا صار رصيدي صفر…او بالسالب بسبب سحب البنك لحصته قبل الأوان..يتوقف حديثه هنا ويبدأ دوري بعرض الأسلوب الأمثل لإدارة الاموال وكيف يفترض أن يقسم الناس فلوسهم على عدد ايامهم…أذكر انني كنت اواصل عرض مسرحيتي الهزلية ( هكذا اعتبرها الآن..بينما كنت وقتها اتكلم بيقين واقتناع صوفي يشرح لمريديه)! كنت اواصل الحديث مستدلاً بالالة الحاسبة وقسمة الراتب على الأيام ، وبأسلوب الفراعنة في ادارة محاصيلهم، وبطريقة العراقيين في الاستفادة من ايام الخير بجانب انهارهم ، اذكر انه ابتسم بطريقة لم افهمها الا الان، كانت ابتسامة بها كل شتائم الأرض..لحسن الحظ كانت ابتسامة فقط… فهو يعلم حينها ان الزمن ( لم يعصرني) بعد!
جرت العادة في كل شهر الا أذهب الى مكائن الصرف الالي في ايام الرواتب، حفاظاً على التوازن الاقتصادي وخوفاً من الانتظار والزحام. أما اليوم ، ولأنه يختلف عن اي شهر كما أسلفت, وأنا اجوب الرياض من صراف الى اخر اجد العبارة نفسها ( نأسف لعدم توفر النقود) تأكدت أن الجميع وصل الى الصفر الحقيقي، بدا ذلك واضحا في وجوههم، في حركتهم السريعة، في التنافس (الدارويني) أو في صراع البقاء الذي كان يجري بشكل واضح !!
عندما ضربت الأزمة الاقتصادية العالم ، سارعت الحكومة بالتطمين والتأكيد أن مؤسساتنا المالية وبنوكنا بخير وأن الفائض النقدي لدى حكومتنا قادر على معالجة أي ازمة أو انخفاض للسيولة في أيٍ من البنوك لدينا، لنثبت بذلك للعالم أجمع ان الازمة الاقتصادية العالمية تم امتصاصها بشكل مطمئن ومدروس. ولكن عندما يهجم التضخم وانهيارات سوق الأسهم والديون والمصاريف والغلاء والفواتير، عندما تجتمع كل هذه مع بعضها، حينها تصبح الأزمة الاقتصادية العالمية شيء حقيقي وملموس نعيشها داخل بيوتنا بشكل يومي نحن اصحاب الدخل المحدود…مهما كان راتبك فأنت في النهاية صاحب دخل محدود سينتهي مع موعد الراتب التالي.
قبل الختام، اليوم السوق السعودي انخفض بالنسبة الكاملة وتوشح باللون الأحمر (الفاقع)، وأكمل الناقص على فلوسنا ومدخراتنا!
يا قلبي على المدونة هذي بالذات…
لا اريد ان ازيد او اعلق على موضوعك لانه كافي وشاااافي, وقلت كل اللي في خاطري بالنيابة.
تسلم لي ياعزيزي.
والاسلوب قوي من اقوى ما قرأت رغم قلة قراءتي.
تسلم اناملك. وهل من مجيب ؟؟
ههههههه
أنور .. حبيبي .. مالكش كتير عالزواج هههههههه
والله تخوف ..مش لسى فيه عزابية زي حالتنا ويلقون المحاضرات في فن التدبير … الله يستر
على فكره أخوك هاشيموتو خطب أو انخطب وأيام ويجرجر داخل القفص مؤبد وأشغال شاقه وانته تقول كلام مش كويس
تحياتي وتقديري
يا سلام عليك يا دكتور .
حتى أنت أصبحت من أصحاب الطوابير طبعا هذا من بركات الزواج ٍ!!
على العموم كان الموقف في الصباح الباكر واضح وضوح الشمس على الرغم من اختفاء الشمس في ذلك اليوم ، ولكن تعودنا مع مرور السنين مع ذلك الشهر الذي يعتبر من أثقل شهور السنة .
تحياتي لك …
السلام عليكم
الله يلطف بعباده
تدوينه رائعة
مع انه لا عذر لمثلك في ان يطفر لدرجة الصفر
تحياتي
جبتها عالجرح يا أنور
بالأمس عند الصباح إبتسمت وكدت أقفز من سريري فرحاً عند وصول رسالة لجوالي عند الساعة الثالثة فجراً تفيد بوصول حوالة محلية لحسابي(يعني الراتب)، وكعادتي الشهرية قبل ما ألحق زحمة الدائري الشرقي متوجهاً إلى دوامي دخلت لموقع البنك و شيكت حسابي العامر في ذلك الوقت وأنهيت الكثير من الإرتباطات والإلتزامات المالية من سداد فواتير جوالات وهاتف وكهرباء وبطاقة إئتمانية وكذلك توفير قسط الإيجار الشهري للشقة ليبقى مايتم صرفه على المنزل وأفراد العائلة.
كنت سابقاً أسمع عن ثقل شهر شوال وبصراحة لم أحس بذلك إلا بعد الزواج والوظيفة لأني تزوجت قبل الوظيفة بشهر ونص تقريباً ، بالنسبة لي هذه السنه شوال غير لأنه الذكرى الأولى لوجود دانة حفظها الله في حياتنا.وعقبالكم يا إخواني.
بعيداً عن القصص والسوالف الشخصية نرجع لموضوع يوم 25 من كل شهر وبعيداً عن الخطط الإستراتيجية والكلام اللي نسمعه ولا يسمن ولا يغني من جوع، وبعد التفكير والتدقيق في مايسمى بالراتب أجد أن الراتب عبارة عن أرقام تنقص دوماًولا تزيد وكل مئة ريال تمثل نسبة ليست بالبسيطة من هذا الراتب فهي تذهب أحياناً في لمح البصر.
الله يستر علينا وعلى رواتبنا من جشع التجار ومن إنهيار السوق
العالمي وإنعدام السيولة ويجعل كل أيامنا 25 من كل شهر.
قولو آمين
د. أبو فارس
شكراً على اطراءك صديقي العزيزي ، ويشرفني اختيارك ان تجعلني بين قراءاتك القليلة !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
dr.hashimoto
اهلين يا مان ، احلى شي في هالتدوينه هو خبر خطوبتك ، الف مبروك والله يتمم بخير 🙂
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
fahad
اهلين ياباشا ، كأني شايفك معانا 🙂
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابو المعتصم
هلا يا دكتور ، انا اتفق معك انه لاعذر لمثلي ان يصل لمرحلة الصفر ، لكن عندما يصبح ضمير المتكلم هو ضمير عائد على عامة الناس وبذلك يصبح الخاص هو صورة موجزة للعام ، اصبح انا وكثيرين مثلي وصلنا للصفر حقيقتاً او مجازاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Golden Touches
اهلين ابو دانة ، انا اثق في تجاربك ، وخصوصاً ما يتعلق بالمال ، وكان الله في عون الجميع ، لكن الحمدلله انا التزاماتي اقل منك بكثير 🙂 ، بالنسبة لفئة المئة ريال ، اظن انها اصبحت هي اصغر وحدة شرائية عندنا ، اذكر زماااااااااااان ، ما اصرف الخمسين ريال ، باعتبار انها مبلغ جامد ، الان اظن اني ابحث عن ورقة من فئة الألف ريال 🙂
شكراً للجميع
يا سلام على المدونه الرائعه ولا احلى منها سلمت يداك
بس تصدق حتى هنا سبحان الله طفرنا الشهر الوحيد من يوم ما جيت والله اخرت الملحقية بس يوم واحد الراتب أتوقع أنه الملحقية كان قفلت من كثر الازعاج الي جاء من الطلاب وخاصة منا لانه كان وقت شراء مستلزماات كثييره وهذا ونحن طلاب عزاب عاد كيف المتزوجين لكن ربك سهلها ولله الحمد والله ان وضعكم يختلف تمام عنا لكن الله المسهل …….
تحياتي الخالصة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعين الجميع وبالذات موظفي حكومه
الكل ينتظر نهاية الشهر بفارغ الصبر
((خاصه مع الغلا حتى الأطفال صاروا يتكلمون في هذي المواضيع))
د . أنور ((هذا العنا وباقي العوايل ماكبرت))
نصيحه (( خبي قرشك الابيض ليومك الاسود )).
الفياض
اهلين دكتور المستقبل ، الله يسهل امورك في الغربة ، وسعدت بمرورك في مدونتي المتواضعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبــو رغــد
اهلين ابو رغد ، لنا الله احنا موظفين الحكومة ، الله يرزقكم يالتجار ، والله انكم اخترتم الاسلوب المناسب في الحياة ، احنا انلعب علينا ودرسنا وتوظفنا ولسى ملعوب علينا 🙁 ، بالنسبة لنصيحتك ، انصحكم بمتابعة مسلسل ( شرف فتح الباب) 🙂 نورت المدونه يا عم امجد
السلام عليكم ..
أعانك الله وبارك في ( قروشك )
تدوينة جميلة يا دكتور كما تعودنا..
يمكن ما ألقى شي أشاركك فيه التدوينة هذي لأن يوم 25 عندي كسائر الأيام ولا يوجد فرق وذلك لأن الزمن ( لم يعصرني ) بعد !!
تقبل مروري يا باشا.
BadBoy
موضوع مهم وواقعي بشكل كبير جداً
لا والأدهى ان هذي المرة 25 شوال هو نفسه 25 أكتوبر يعني موظفي حكومة وموظفي قطاع خاص كلهم في نفس الطابور قدام الصراف
نسأل الله العافية والله يباركلنا في أموالنا ويوفقنا للخير يا رب
ملاحظة: الي يبغى ربنا يباركله في ماله يتق الله وينفق في مجالات الخير قد ما يقدر ولا يقول كيف لأن ربنا قال “ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب” لاحظ آخر الآية، من حيث لا يحتسب يعني ربنا راح يرزقك من غير ما تدري لا من وين ولا كيف
T A H A
مهلاً يا طه ، اتمنى ان تستمر ايامك هكذا فلا تفرق بين اخر الشهر ولا اوله ، ولكن اخشى ان تستعجل مع اول مرتب وتردد ماقالته ام كلثوم ( اللي شفته قبل ماتشوفك عنيا عمر ضايع ) فتصرف كمن لا يخشى الفقر وتدخل في قروض مع عمو راجحي ( اللي كاسر عيون نص الشعب) .
خلك يا حبيبي وعيش يومك وبكره علمه عند ربك 🙂
ــــــــــــــــــــ
الأمينكو
اهلين ابو عبد الملك ، حضورك قليل ، لكنه (ثقيل) ، لا يسعني الا اقتباس ما قلته واعادته علني اقنع نفسي اكثر بالالتزام بهذا المبدأ القراني العظيم …
[ الي يبغى ربنا يباركله في ماله يتق الله وينفق في مجالات الخير قد ما يقدر ولا يقول كيف لأن ربنا قال “ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب” لاحظ آخر الآية، من حيث لا يحتسب يعني ربنا راح يرزقك من غير ما تدري لا من وين ولا كيف]