Loading...

في أمسيات الحداثة، يحضر كل شيء إلا الشعر !!

قبل يومين بدأت فعاليات الملتقى الأدبي الثالث في مدينة جازان والذي ينظمه النادي الأدبي، وقد كان توجه الملتقى شعري بحت ولم يتطرق للرواية من قريب او بعيد كباقي النوادي الأدبية في باقي مناطق المملكة. تصفحت اسماء المشاركين، ولجهلي بالشعر والشعراء في الوقت الراهن، لم يلفت انتباهي اي شاعر، حتى ضيف الملتقى الشاعر محمد العبدالله العلي، لم اكن اعرفه اصلاً، المهم ، لم أعرف من الاسماء الا الشاعر جاسم الصحيح.

في الحقيقة لم احضر الا امسية واحدة القى فيها الشاعر محمد العلي شعراً حديثاً مغرق في حداثته لدرجة انني لم استطع ان افصل بين الشعر نفسه والكلام الذي يسبق ويعقب شعره، ولكن لأن الجميع صفق بحرارة، وجدتني اصفق معهم دون ان اعرف لماذا !! بعد ذلك استضافوا خمسة شعراء منهم علي الدميني وأشجان الهندي . كان نصيب كل واحد منهم 10 دقائق قالوا فيها كلاماً كثيراً وقليلاً من الشعر الذي جئت ابحث عنه، فهمست في اذن رفيقي في الأمسية (عبدالوهاب الأمير) وقلت له الآن يجب عليك وجوباً ان تكتب شعرك وتشارك به وإلا ستأثم !! لأني اعلم تماماً ان مالديه من امكانات وموهبة تفوق بكثير ماوجدته في الملتقى.

التقيت الشاعر جاسم الصحيح وسألته ماذا ستقدم لنا غداً، فقال متذمراً انهم حصروه بـ10 دقائق ولم يكن يعلم ذلك وعندمآ سألته هل ستقدم جديد ام ستنتقي من قديمك؟ قال بلهجته الحساوية معتذراً انه لا يعلم ماذا يقدم. مالم يقله وظننت انه يدركه جيداً، ان طبيعة شعره التقليدي المحافظ ولسانه الحساوي الذي يمط الكلام مطاً ستشكل امامه تحدياً صعباً في مواجهة الوقت ونوعية الشعر الحاضرة. بعدها دقت الساعة الحادي عشرة مساءً فتذكرت موعد مباراة قوية تجمع ليفربول وريال مدريد، فتركت الملتقى بلا عودة.

بالرغم من أنني غير متابع للشعر كمتابعتي للهلال مثلاً، الا أنني اعتبر نفسي متذوقاً للشعر الجميل، حتى الشعر الحديث أو شعر التفعيلة أو النثر المقفى او اي كلام يقال المهم ان يحمل (موسيقى) الشعر اجدني منجذباً له. اما ذلك الكلام الذي يسمونه شعراً فهو هروب من الحداثيين العاجزين عن نظم قصيدة تحترم على الأقل وزن شعري يستطيع ان يردده من لديه الحد الأدنى من الذائقة الشعرية.

تيقنت من حضوري لهذا الملتقى ان الشعر يمر بمأزق حقيقي، خصوصاً اذا توقف المبدعين عن انتاجهم وتركوا المجال لأشباه الشعراء، كذلك يجب على ان اتوقف عن حضور ندوات او ملتقيات شعرية مالم يكن هناك شاعر تسبقه سمعته وقصائده كشاعر وشاعر فقط، اما المثقفين الاخرين فلهم منابر اخرى، فمثلاً قد استأنس باراء محمد العلي ، لكن شعره لم يعجبني اطلاقاً.

تعقيب:

  • لم استطع ان احضر في اليوم التالي لجاسم الصحيح لأن المكان بعيد عن بيتي ويستغرق قرابة الساعة وكل ماكنت سأجده هي 10 دقائق من الشعر فقط.
  • العنصر النسائي كان قليل لكنه كان(جريء) جداً.
  • فاز ليفربول على الريال فلم اندم على مغادرتي الأمسية.

You might also like

Comments (5)

  • حسن الحازمي 15 سنة ago Reply

    كنت اسمع منذ فترة عن سيطرة اصحاب الشعر الحداثي على نادي جازان الأدبي…

    ورغم ان منطقة جازان تزخر بالعديد من الشعراء المبدعين الى أن تأخرهم في طرح ما عندهم من ابداع جعل الساحة فارغة الى من كثير من الفارغين …

    المشكلة ان لا مكان للفراغ في هذه الحياة فإما أن نملىء المكان بالمفيد او سيمتلىء بخلافه…

    كان بودي ان تحضر امسية الصحيح المبدع

  • حسن الحازمي 15 سنة ago Reply

    كنت اسمع منذ فترة عن سيطرة اصحاب الشعر الحداثي على نادي جازان الأدبي…

    ورغم ان منطقة جازان تزخر بالعديد من الشعراء المبدعين الى أن تأخرهم في طرح ما عندهم من ابداع جعل الساحة فارغة الى من كثير من الفارغين …

    المشكلة ان لا مكان للفراغ في هذه الحياة فإما أن نملىء المكان بالمفيد او سيمتلىء بخلافه…

    كان بودي ان تحضر امسية الصحيح المبدع

  • Anwar 15 سنة ago Reply

    ابو المعتصم
    المشكلة ان لا مكان للفراغ في هذه الحياة فإما أن نملىء المكان بالمفيد او سيمتلىء بخلافه…

    اختصرت الكثير من الكلام في بضع كلمات، لاعدمناك

  • فهد الحازمي 15 سنة ago Reply

    صراحة أنا سمعت من بعض الناس ذلك ، أنه لا شيء سوى الحداثة
    فاختصرت على نفسي الوقت ولم أخرج لأي أمسية.

    لكن الذي أثار استغرابي فعلاً هو النساء اللاتي كن يوزعن الأوراق بين الرجال وحضورهن بين الرجال، أظن هذه بادرة جديدة.

    شكراً

  • فهد الحازمي 15 سنة ago Reply

    طبعاً علمت بهذا من خلال صحيفة جازان الالكترونية.

Leave a Reply