عندما اتى الأوربي لأمريكا قبل قرون ليست بالبعيدة, وجد هناك الملايين من الهنود الحمر ( شيكاغو وحدها بها اكثر من 8 ملايين هندي في ذلك الوقت) لم يحاول او يفكر ان يعيش مع هذا المواطن الأصلي. بل كان يجاهر ويقول ان هذه ارض بدون شعب، تجاهلاً منه لقطعان البشر كما وصفهم ، وبعنصرية اوروبية موروثة ، قرروا التخلص منهم وابادتهم او تطهير الارض منهم. في البداية كانت الذريعة انهم ( ليسو مسيحيين) وبذلك ركبوا مطية الدين حتى يشرعوا لأنفسهم ذبح وقتل مئات الألوف من ابناء الأرض. من المفارقات العجيبة هنا ان من يتبنى شعار المسيحية هم نفسهم الذين هربوا من سطوة الكنيسة انذاك في اوربا. وعندما ( تنصر ) الكثير من الهنود ، ايضاً قتلوهم بحجة انهم ( لايحملون روح المسيح !! ) هكذا بدأت امريكا اذاً ، حضارة القتل والاغتصاب والنهب او حضارة الغاب، لتتسيد العالم خلال قرون معدودة.
الأمريكي الأبيض ، الكوبوي ، صاحب البلوجينز ، ذلك الذي لا يعرف حضارة الا حضارته التي هي اصلاً الغاء للحضارة، الذي يظن ان العالم بدأ بمجيئه وسينتهي به كما تنبأ فوكوياما ، هو الذي كان مسيطر طوال القرون الماضية ، الأمريكي ( الاوربي) الخالص ، ليس الأسود ، ولا اللاتيني ولا اي امريكي اخر . هل سيتنازل هذه المرة ويسمح لذلك الفتى الأسود والذي يحمل اسم اباه ( حسين) هل يسمح الامريكين ان يعتلي عرش امريكا وعرش العالم ؟ اجدني متعاطفاً مع ذلك النحيف الرشيق الصغير الاسمر، وكذلك اغلب العالم ، تظهر الاحصاءات ان الجميع يقف في صف اوباما ، ويحذرون من الأمريكي الخالص ماكين ! مع كامل يقيني ان سياسة امريكا الخارجية غالباً ماتكون متشابهة باختلاف الرؤساء ، وهي سياسة تسوقها العقلية البراجماتية النفعية ، وبالتالي لا اتوقع تغير كبير خصوصاً فيما يمسنا نحن في الشرق الأوسط ، فالتغيير يجب ان يبدأ من عندنا لا ان ننتظر من يشفق علينا .
ولكن هل سيكون اوباما الرئيس حقاً؟ مع احترامي للغة الاحصاءات والارقام والتي ترشح اوباما، اظنها لا تعكس الحقيقة ، فالأمريكي الابيض قد يقول لوسائل الاعلام مجاملة انني مع اوباما ولكن قبل ان يلقي الاسم في صندوق الاقتراع ، سينظر الى جاره الأسود او زميله (الافريقي) وسيتصور انه قد يصبح هو المتنفذ والأقوى ، حينها سيقول ، عذاب ماكين ارحم من جنة اوباما ، وسيعيد اسم اوباما الى جيبه ويضع اسم ماكين في صندوق الاقتراع من باب ( انا وابن عمي عالغريب). اقول ذلك لأنني مقتنع ان المواطن الأمريكي يشعر انه الأفضل في العالم ، واذا ما اراد ان يعيد الفضل لأحد فو حتما سيعيده لجده الأبيض وحده وفقط وحده . اما اذا نجح اوباما في الوصول للرئاسة ، فهو في ظني نجاح للشعب الأمريكي ، وخطوة جريئة في طريق التغيير سيجني ثمارها العالم اجمع.
وبحكم انني احد منسوبي هذا العالم ، واحد الذين كوتهم نار ( بوش الرجيم) خلال السنوات الماضية بشكل مباشر وغير مباشر ، ارى انه من حقي ان اصوت واختار رئيس للعالم فرئيس امريكا لم يعد حكراً على امريكا ، خصوصاً اذا كان غبي ومغفل مثل بوش ، ومن هذا المنطلق ، قمت بالتسجيل في احد المواقع ووضعت ثقلي السياسي لصالح الغزال الأسمر اوباما ، مع حذري الشديد وتخوفي انني اراهن على ( حصان) خاسر !! أخيراً اخشى ان ينجح اوباما ويقع في مطب المحسوبية ، ويتطرف الى ابعد حد حتى يثبت انه امريكي خالص دون اي اعتبار لجذوره العرقية او الدينية .
عندنا مثل شعبي يقول ( كلهم عيال بسَّه ) كناية انه مهما كانت الفوارق بينهم ، فلن تكون كبيرة!
تسلم يا دكتور على المقال
بس السؤال ما الذي دفعك لكتابة هذا المقال هل العنصرية فعلا ؟
والا اللون كان له دور في إثارة مشاعرك !!!
هههههههههه
تحياتي لك
اتفق معك في الامنية بأن يفوز اوباما
كما اتفق معك في صعوبة -إن لم يكن- استحالة حدوث ذلك
فلنصبر لنرى ماذا يكون
شكرا على المقالة الرائعة يا دكتور
قرينا هذي الأيام كثير من المقالات عن هذا الموضوع .. حتى أني أحس أن اليومين الأخيرة كثير ببطء شديد…
لا أدري لماذا أجد في نفسي ميلا كبيرًا لأوباما … مع أنه ليس لي ناقة في هذا ناقة ولا جمل.. ومثل ما قلت ( كلهم عيال بسة )
المهم… اقتربت ساعة الصفر .. وننتظر المفجأة .. فسواءً فاز الحصان الأسود أم الأبيض أتوقع أنه ستبدوا علامات التفاجؤ علينا .. ولكن بشكل مختلف باختلاف النتيجة. وستتغير المقالات من وجهتها التساؤلية إلى الوجهة التحليلية!!
تقبل مروري ومثل ما قال أبو المعتصم ( فلنصبر لنرى ماذا يكون )
NiceBoy
عفوًا…
بس حبيت أعرض وجهة نظر القرضاوي (ئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين )
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=90974
رأيك فيه يا دكتور 🙂
NiceBoy
fahad
اهلاً عزيزي ، كوني مدير التحرير هنا ، قررت ان احذف تعليقك لأنه يسخر من ذاتي !! ولكني غيرت رأيي من باب الديموقراطية المنشودة ، مردوده يا حلو 🙂
اتمنى توافينا بأخبارك في استراليا ( عالإيميل طبعاً مو هنا ) تحياتي لك .
ـــــــــــــــــ
T A H A
أتوقع أنه ستبدوا علامات التفاجؤ علينا .. ولكن بشكل مختلف باختلاف النتيجة. وستتغير المقالات من وجهتها التساؤلية إلى الوجهة التحليلية!!
اعجبني هذا التعبير والاختزال والوصف . شكراً على المقال
مبروك
فاز اوباما
اي والله فاز أوباما !!
نبارك لأنفسنا اولاً قرب اندحار بوش الرجيم ومؤيديه ، وهذا في حد ذاته مصدر للفرح
كذلك ، اعتقد ، ان باراك اوباما شخص غير عادي كونه اول اسود يصل لكرسي الرئاسة وكذلك كون ابوه مسلم ، اقول انه غير عادي ( كشخص) ولكن لا نعلم كيف سيكون كرئيس ، ولا اظن ان هناك من هو اغبى والعن من سلفه (بوش) .
لقد تحقق حلم مناظل امريكا الاسود ، مارتن لوثر كينج ، حيث جاء الزمان الذي كان يحلم به
مبروك يابو حسين !!
هاهاهاهاها
عجبتني “يا بو حسين”
آنا عندي يقين أنه لولم يقدم أوباما أصناف الولاء للقياده الأمريكيه وأنواع البراء من أصوله وجذوره وعروقه لما شم ريحتها من أساس
واااايد مستغربه ليش العالم طااااااااااايره من الفرح من فوز اوباما؟ صدقوني ما راح تشوفون ولا حتى ربع اللي انتو متوقعينه
weeknds
اهلين اختي ، كلامك منطقي كثير ، الله يستر من اللي جاي
That’s good that people are able to get the credit loans and it opens completely new chances.