لم اجد مناسبة تستحق الرجوع للتدوين خلال الايام القليلة الماضية ، ويوم امس ، وجدت الحدث ، الالعاب الأولومبية ، هذا المحفل العالمي الذي يتكرر كل اربع سنوات ، ها هو يطل علينا من جديد ، ولكنه سيكون محتلف لأنه ( صنع في الصين ).
في حفل الافتتاح امس والذي استمر لحوالي اربع ساعات ، فاتني منه الكثير ، ولكن ما رأيته كان مبهر وفخم الى درجة كبيرة. كان كل شيء له معنى ، ورافق ذلك اخراج تلفزيوني عالي المستوى .
من خلال ما رأيته امس ، وما قرأته اليوم على النت كردة فعل ، اظن ان الصينيوون وجدوا الفرصة المناسبة ليقولوا كلمتهم من جديد ، ليس على المستوى الرياضي فحسب ، فمهرجان امس في ظني هو سياسي اقتصادي تاريخي يتستر بعباءة الرياضة. كيف لا وقد رأينا وقرأنا ان اكثر من ٨٠ شخصية سياسية عالمية حضرت ، وفي مقدمتهم الرئيس الامريكي بوش ، وان حجم ما انفقته الصين على الاولومبياد اكثر من ٥٢ مليار دولار ، وهو حوالي ثلاثة اضعاف المبلغ الذي تم صرفه في اخر اولومبياد في اثينا ، كذلك شاهدنا الكم البشري الهائل والعدد الضخم من المشاركين ، وكأنها تعكس الطاقة البشرية الصينية التي تحولت في العقد الاخير من حمل يثقل كاهل الاقتصاد الصيني الى سواعد ترفع اقتصاد البلد .
العرض التاريخي والتسلسل الحضاري كان حاضرا في اللوحات وفي طريق الحرير الذي ركض عليه العداء الصيني في الهواء وهو معلق ليوقد الشعلة الأولومبية ، ويعلن البداية لأكثر من اولومبياد.
اظن ان عبارة Made in China ستصبح ماركة عالمية ترافقها ( الجودة والتفوق ) . ويبدو ان التوهج الاقتصادي الذي تعيشه الصين في هذه الفترة ، وما يرافقه من كساد وركود اوربي امريكي ياباني ، ينذر بالكثير في الزمن القادم ، فهل تكون الرأسمالية الصينية ( المقلدة) هي نهاية هيمنة الطاووس الأمريكي .
نسيت ان اذكر لكم الموقع الرسمي للألعاب الأولومبية ، وقد اعجبني فيهم احترامهم لنا كعرب ، ليضعوا اللغة العربية من بين ٦ لغات في الموقع .