Loading...

هل نستطيع ان نشجع برشلونة والريال دون تعصب؟

قبل 15 سنة تقريبا كانت الكرة الاوربية والعالمية حاضرة في الساحة العربية على شكل منتخبات في المحافل الدولية, وتحديداً في كأس العالم الذي يطل علينا كل اربع سنوات او كأس امم اوربا التي تأتي ايضاً كل اربع سنوات تفصلها عن كأس العالم سنتين.

استمر الحضور- المنتخباتي- حتى بدأت قنوات إي ار تي  بعدها بنقل بعض الدوريات الاوربية ولكنني لم اكن محظوظا في مشاهدتها حتى احضر جارنا العزيز الى قريتنا شبكة قنوات اوربت التي لم اسمع عنها من قبل- وقلت الى قريتنا وليس الى بيته لانه كان يفتح بيته للجميع ومعها بدأت متابعتي الاسبوعية للدوري الاسباني ومن بعده دوري ابطال اوربا ( كان في البداية حصريا على اوربت ثم مشاركة بين اوربت وابوظبي الثلاثاء اوربت والاربعاء ابوظبي !)  كان هذا في اواخر العام 96 وكنت ايامها في المرحلة الثانوية ومن هناك بدأت غرامي بالبلوقرانا وبلاعبه الساحر رونالدو الذي كنت لا اعرفه الا بصلعته الشهيرة. بدأنا نتابع الدوري الاسباني للمتعة والجمال ولم نكن حتى نحفظ الاسماء او نأبه بمنصة المدربين او الرؤساء التي كان يعرفهم المعلق خالد الحربان فردا فردا.

في ذلك الزمن كان هناك نوعين من الجمهور, الاغلب وهو جمهور الكرة المحلية, وانا منهم, نشجع انديتنا المحلية ونتعصب ونتجادل في المدرسة وفي الشارع وحتى بين الاذان والاقامة!! الهلال ام النصر؟ الاهلي ام الاتحاد؟ والنوع الاخر من الجماهير هم جماهير الكرة العالمية الذين انعم الله عليهم بشبكة اوربت او اي ار تي وكنت محظوظا ان جارنا منهم فنالني شيء من ذلك الجمال. بعدها بسنتين انتقلت للرياض للدراسة وكلي امل ان اجد في العاصمة ظالتي. وكانت الصدمة انه لا يوجد اوربت في المقاهي! ولم يسمع احد في كليتي بالدوري الاسباني وهذا الكلام في بداية الألفية الجديدة فكنا مجموعة من الرفاق نجتمع في احدى صالات البلياردو لأنها الوحيدة التي تنقل الدوري الاسباني وكانت مباريات الريال والبرشا هي الوحيدة التي تمتلئ بها الصالة الصغيرة ولكن التشجيع كان – همسا- لأننا لم نحمل التعصب معنا بعد ولأن الاغلب لم يأت الا ليستمتع بالكرة الجميلة ويعود في اليوم التالي الى دوامه وزملائه الذين بالعموم لا يتابعون الا الدوري المحلي ( وهذا ليس عيب خصوصا في ظل عدم توفر النقل وغلاء اسعار الاشتراكات).

بدأت ثقافة الكرة العالمية تنتشر, وبدأت العاب البليستيشن تواكب الحدث وتجعل الاطفال يحفظون تشكيلة واسماء واشكال لاعبي الفريق الاوربي حتى قبل ان يشاهدوا مباراة حقيقية لهم. ومن بعدها جاء الانفجار الاعلامي والنت فاصبحت المباريات تشاهد في كل دار وبيت وزنقه واللقطات ترفع على اليوتيوب حتى قبل ان تحدث!

وكباقي الاشياء الجميلة والثمينة, تبدأ بفقد قيمتها عندما تصبح مستهلكة من الجميع, بدأت الدوريات الاوربية تفقد بريقها خصوصا عندما اقبل الجمهور المحلي بالثقافة المحلية ليشاهد كرة عالمية! فأصبح التعصب والجدال الذي كنا نسمعه ونقوله بين الهلال والنصر, يقال بنفس مواويله المشروخة بين جمهور الريال والبرشا وجمهور الارسنال وتوتنهام!! وتحول الهمس الى صراخ.

تسأل احدهم عن المباراة وجمالها يقول لك اهم شي حققنا الكاس وصار عندنا 125 بطولة؟! تسأل يا ابن الحلال انا اسألك كمشجع عابر للقارات ليس كمدرب ولا مالك للنادي ولا مراهن, اسألك ايش رايك في مباراة الإنتر وبرشلونة في نهائي ابطال اوربا عام 2010 ؟ استمتعت وتقهويت عليها ؟ يرد عليك والله عجبني مورينهو لعب ب10 مدافعين طول المباراة!! طيب وين المتعه- ترد عليه- وانت الفريق اللي تشجعه ما هجم ولا هجمة؟ يقول لك اهم شي افوز !! وكأنه بعد المباراة سيسهر ويحتفل مع جماهير الانتر في ساحة الدومو وسط ميلانو. تسأل مشجع برشلوني من اياهم, وتقول له فوز برشلونة على تشلسي كان فيه ظلم لتشلسي صح؟ ينفجر عليك اكثر مما انفجر دروجبا عالحكم وممكن ما يكلمك اسبوع!! تقول للثاني, اللي حافظ اسماء وتواريخ ريال مدريد من موقع كورة-  هارد لك الهزيمة بخمسة كانت قوية! يقول لك نسيت مباراة عام 1963 وقت فزنا عليكم 6-1 يوم بوشكاش سجل مقصية من نص الملعب!!

عندما فازت ايطاليا بكأس العالم 2006 كانت بالنسبة لي صدمة وانتكاسة في كرة القدم الجميلة المفتوحة الهجومية التي يحفظ التاريخ

اسماء مهاجميها غالبا لانهم هم المتعة وهم الاهداف وهم كرة القدم التي عشقناها. لكن ظني خاب ولله الحمد خصوصا مع انفجار برشلونة الهائل الذي احس به الشيوخ قبل الاطفال.

تعود للمربع الأول وتسأل نفسك لماذا احببنا كرة القدم وهربنا من الكرة المحلية للكرة العالمية؟ هل يمكننا ان نستمتع – بالكرة العالمية على الاقل- بدون ان نتعصب؟ واذا كان لابد لنا من التعصب, هل نتنازل قليلا ونعترف ان ذلك اللاعب موهوب حتى وان كان من الخصم ونسمح لأنفسنا بالاستمتاع بفنه الراقي دون ان تعمينا حماقاتنا؟

شخصياً وقفت وصفقت كثيرا لزيدان وهو يرتدي شعار الريال, وانبهرت باليساري روبرتو كارلوس, وكم اعجبني الحارس المتألق بوفون ولا انكر ان رونالدو البرتغالي موهوب…اتمنى ان نبقي التعصب في اطار الكرة المحلية…وان نجعل الكرة العالمية للفرجة, للمتعة, للشو الاسبوعي..فقط!

You might also like

Comments (5)

  • زكريا 13 سنة ago Reply

    كمشجع مورينهي عريق 😀 .. أختلف معك في نقطة المتعة .. فأنت قد تجد المتعة في المهارات الفردية والإستعراض .. ولكني أراه في المهارات التكتيكية والذكاء الفني .. أهم شيئ أحرص عليه قبل الكلاسيكو هو تشكيلة غوارديولا ومورينهو .. مدربين أذكياء للغاية. وهذه المتعة التي أجدها في الدوريات الأوروبية >>> عاشق الدوري الإيطالي.

    حتى بالنسبة للاعبين فأنا أحب اللاعبين التكتيكيين … مثلا من الريال يبهرني ألونسو أكثر من كريستيانو !! وقس على ذلك.

    مورينهو عبقري خارق للعادة .. وكما قال في تصريحه بعد المباراة “كرة القدم ليست مجرد الإستحواذ على الكرة” والدفاع في كرة القدم الحديثة أصعب بمراحل من الهجوم .. ولا تستطيع أن تغفل الجوانب النفسية والبدنية في كرة القدم.

    بالمناسبة .. إذا كنت منزعج من التعصب فأنصحك بمتابعة الدوري الألماني .. فريق بروسيادورتموند نسخة من أسلوب لعب برشلونة .. الدوري الألماني أصبح مثير جداً.

  • Taha 13 سنة ago Reply

    إبداع يا عزيزي إبداع ,,,,
    أما قضية التعصب فالشعب كله رضعها رضاعه ,,
    وأراها نتيجة طبيعية لجرعات ياخدها الواحد في بيته, الشارع, المدرسة وكل مكان ,,, وأصبح المعنى,
    تشجع فريق=نفس القدر لكن معاكس في الاتجاهـ (كره) للمنافس التقليدي ! 

  • Anwar 13 سنة ago Reply

    اهلا زكريا
    من حقك ان تجد المتعة فيما تريد,لكنك استشهدت بكلامه بعد ان فاز بشق الانفس بهدف في مباراة كأس! اتمنى ان تطبق كلامه على المباراة التي انهزم فيها بخمسة اهداف, هل فعلا الدفاع كان بالنسبة له اصعب من الهجوم؟!
    عندما تهاجم وتخسر بنتيجة فاضحة, ثم تدافع وتتعادل او تفوز بهدف, اي الاسلوبين سيكون افضل لك ولامكاناتك؟!

    اخيراً, دعنا من مورينهو ومن البرشا, وافتح تلفزيونك على اي مباراة من دوري غير معروف , وبدون ان تعرف الاسماء او الوجوه, تابع واترك نفسك على طبيعتها, ستفرح اذا انتهت بالتعادل السلبي ام بالتعادل ب3-3 ؟ ستقفز وتنتشي اذا رواغ المهاجم 4 مدافعين ام ستغير القناة لأن اللعب ممل.

    تحياتي لك

    _______________

    طه
    استمتع قدر المستطاع, فانت محظوظ انك من هذا الجيل, ولا تناقشهم كثيرا خصوصا انك عرفت السبب

  • Kholoud Abdulaziz 13 سنة ago Reply

    في البدايه أنت ألقيت الضوء على موضوع أصبح في المرتبة الأولى إعلامياً واجتماعياً
    فَ الاهتمام بِ المباريات كان حكراً للشباب فقط ونادر وجودهم
    أما حالياً فَ الجميع شاركهم الانتماء لهذه الرياضة ..!
    الأغرب أن التعصب أصبح شيء متداول بين العالم العربي والخليجي قبل ذلك ..
     يعني بالعاميّه : ” استغرب الاسلوب اللي يتناقش فيه الناس اذا تكلموا عن مباريات !
    الكل متمسك برأيه عن فريقه والمناوشات بين مشجعين فريق وضدهم تكون قويّه وحماسيه
    لحد ماتنقلب لجديّه وعصبيه ..! ”

    لستُ من مؤيدين هذي الرياضه ابداً
    ولكن أعلم أنها تنال جزءاً من اهتمام الاغلبيه ..
    حتى وقتنا الحالي صارت أهم موضوع يتحدث فيه العالم
    وكأنها قضية ذات أهميه تفوق أهمية قضية الشرق الأوسط ..؟

    هل سـ يظل بهم الحآل هكذا ..! أم ماذا ..؟

    كان ” رأي شخصي ” لا أكثر ..’

  • V-Yeah watches for wife 13 سنة ago Reply

    طه
    استمتع قدر المستطاع, فانت محظوظ انك من هذا الجيل, ولا تناقشهم كثيرا خصوصا انك عرفت السبب

Leave a Reply