Loading...
Browsing Tag

ادب

في أمسيات الحداثة، يحضر كل شيء إلا الشعر !!

قبل يومين بدأت فعاليات الملتقى الأدبي الثالث في مدينة جازان والذي ينظمه النادي الأدبي، وقد كان توجه الملتقى شعري بحت ولم يتطرق للرواية من قريب او بعيد كباقي النوادي الأدبية في باقي مناطق المملكة. تصفحت اسماء المشاركين، ولجهلي بالشعر والشعراء في الوقت الراهن، لم يلفت انتباهي اي شاعر، حتى ضيف الملتقى الشاعر محمد العبدالله العلي، لم اكن اعرفه اصلاً، المهم ، لم أعرف من الاسماء الا الشاعر جاسم الصحيح.

في الحقيقة لم احضر الا امسية واحدة القى فيها الشاعر محمد العلي شعراً حديثاً مغرق في حداثته لدرجة انني لم استطع ان افصل بين الشعر نفسه والكلام الذي يسبق ويعقب شعره، ولكن لأن الجميع صفق بحرارة، وجدتني

مئة عام من العزلة ، 5 سنوات لقرائتها !!

رغم انني احضر مجموعة من التدوينات التي سأسرق الوقت لأنشرها ، هذه التدوينة بالذات كانت في اخر جدول تدويناتي ولكن الأخ عونيـ في تدوينته الجميلة عن معرض الكتاب ، اجبرني ان اسارع بهذه التدوينة حتى اصلح ما يمكن اصلاحه .

هذه الرواية من اروع الروايات التي قرأتها وهي تخلق عالم يسبح بين الواقع والخيال ، بشخصيات تتكرر في اسمائها واقدارها ، يسافر بنا المبدع جابرييل ماركيز في مئة عام مع قريته/مدينته/مقبرته (ماكوندو) وكيف يزرع الاحداث والشخصيات بمنطقية وعبثية ممزوجة ورائعة ثم يمحيها ويقتلها وهو كما يصف نفسه المتعلق بشخصياته حتى انه يعز عليه ان يميت شخصية في رواياته ويحاول ان يبقيها عمر لا ينتهي ثم تغلبه الشخصية وتختار قدرها .

حقاً رواية رائعة ستكتشف معها ابداع قلّما تجده ، ولكن انتبه انتبه انتبه ،،، تابع لتعرف لماذا استغرقت مني الرواية 5 اعوام لقرائتها!

وفاة الشاعر الكبير محمود درويش !

أحنُّ إلى خبزِ أمّي
وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
و
تكبرُ فيَّ الطفولةُ
يو
ماً على صدرِ يومِ
وأعش
قُ عمري لأنّي
إذا متُّ
أخجلُ من دمعِ أمّي

كان يوم امس هو اخر يوم في حياة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش ، او جبل فلسطين كما يسمونه هناك ، فارق الحياة بعد عمر ناهز الـ٦٧ عاماً ، وهو يعتبر من المطورين والمجددين في الشعر العربي الحديث ، وله كثير من القصائد المشهورة ولكنه تخصص كثيراً في شعر المقاومة ، الأرض ، معاناة الفلسطينيين ، وقد كلفه ذلك مطاردات وحصارات ودخول السجن عدة مرات.

عن إنسان .. وضعوا على فمه السلاسل ..
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
و قالوا : أنت قاتل !
أخذوا طعامه و الملابس و البيارق .. و
رموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق ! ..  طردوه من كل المرافيء ..
أخذوا حبيبته الصغيرة ،  ثم قالوا : أنت لاجيء !
يا دامي العينين و الكفين !  ..
. إن الليل زائل
نيرون مات ، ولم تمت روما …
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..!

رحم الله الاديب محمود درويش ،،،

يا قارئي !
لا ترج مني الهمس !
لا ترج الطرب
هذا عذابي ..
ضربة في الرمل طائشة
و أخرى في السحب !
حسبي بأني غاضب
و النار أولها غضب !

هل ستجد من ينصفها بعد الرحيل؟

قبل ايام معدودة , وتحديدا يوم الاربعاء الموافق 20 يونيو 2007  , انتقلت الى رحمة الله رائدة الشعر الحديث الشاعرة العراقية نازك الملائكة , بعد صراع طويل مع مرض السرطان عافانا الله واياكم منه
ولا استغرب اذا سألتم من هي نازك الملائكة ؟ فلا تقسو على انفسكم وتتهموها بقلة المعرفه , فالكثيرين لا يعرفون نازك الملائكة او حتى لم يسمعو عنها , والعلة انه في مجتمعنا العربي الذكوري , قلما تجد النساء المبدعات فيه مكان , سواء ذلك الحضور الاعلامي او حتى الحضور التوثيقي النقدي , ولكن لماذا افترض ان يعطوا المرحومة نازك الملائكة مساحة اوسع ؟؟
اظن ان اي متتبع لبدايات الشعر الحر , الشعر الحديث , سيجد اسمين يختلف عليهم الادباء , لمن كانت البدايه ؟ هل بدأها صاحب انشودة المطر , الشاعر العراقي بدر شاكر السياب , ام ان صاحبة قصيدة ( الكوليرا ) هي من بدأ هذا النوع من الشعر , وسواء كانت البدايه او التجربه الاولى للسياب او لنازك , فالمهم ماذا كتب هؤلاء , تماما كما اجاب السياب حين سؤل هل سبقت نازك ام هي سبقتك ؟ قال , لا يهم من سبق من , المهم ماذا نكتب ؟ ولمن ؟
رحم الله السياب ورحم الله نازك الملائكة , اللذان فتحا افقا جديدا في الشعر العربي المعاصر ,
فهل نجد لها قليلا من الانصاف بعد رحيلها
اترككم مع قصيدة اخترتها , من خلالها نستشف روح هذه المسكينه المعذبه بكثير من الوجع والالم الحسي والمعنوي

أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ

 

أنا صمتُهُ المتمرِّدُ

 

قنّعتُ كنهي بالسكونْ

 

ولفقتُ قلبي بالظنونْ

 

وبقيتُ ساهمةً هنا

 

أرنو وتسألني القرونْ

 

أنا من أكون?

 

والريحُ تسأل من أنا

 

أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ

 

أنا مثلها في لا مكان

 

نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ

 

نبقى نمرُّ ولا بقاءْ

 

فإذا بلغنا المُنْحَنى

 

خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ

 

فإِذا فضاءْ!

 

والدهرُ يسألُ من أنا

 

أنا مثلهُ جبّارةٌ أطوي عُصورْ

 

وأعودُ أمنحُها النشورْ

 

أنا أخلقُ الماضي البعيدْ

 

من فتنةِ الأمل الرغيدْ

 

وأعودُ أدفنُهُ أنا

 

لأصوغَ لي أمسًا جديدْ

 

غَدُهُ جليد

 

والذاتُ تسألُ من أنا

 

أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في ظلام

 

لا شيءَ يمنحُني السلامْ

 

أبقى أسائلُ والجوابْ

 

سيظَل يحجُبُه سراب

 

وأظلّ أحسبُهُ دنا

 

فإذا وصلتُ إليه ذابْ

 

وخبا وغابْ