Loading...

مئة عام من العزلة ، 5 سنوات لقرائتها !!

رغم انني احضر مجموعة من التدوينات التي سأسرق الوقت لأنشرها ، هذه التدوينة بالذات كانت في اخر جدول تدويناتي ولكن الأخ عونيـ في تدوينته الجميلة عن معرض الكتاب ، اجبرني ان اسارع بهذه التدوينة حتى اصلح ما يمكن اصلاحه .

هذه الرواية من اروع الروايات التي قرأتها وهي تخلق عالم يسبح بين الواقع والخيال ، بشخصيات تتكرر في اسمائها واقدارها ، يسافر بنا المبدع جابرييل ماركيز في مئة عام مع قريته/مدينته/مقبرته (ماكوندو) وكيف يزرع الاحداث والشخصيات بمنطقية وعبثية ممزوجة ورائعة ثم يمحيها ويقتلها وهو كما يصف نفسه المتعلق بشخصياته حتى انه يعز عليه ان يميت شخصية في رواياته ويحاول ان يبقيها عمر لا ينتهي ثم تغلبه الشخصية وتختار قدرها .

حقاً رواية رائعة ستكتشف معها ابداع قلّما تجده ، ولكن انتبه انتبه انتبه ،،، تابع لتعرف لماذا استغرقت مني الرواية 5 اعوام لقرائتها!

كنت اخترت الرواية في نهاية عام 2003  وحاولت ابدأها ، قرأت حوالي 60 صفحة ، فشعرت انها اسوء عمل ادبي امسكه في حياتي ، عدت بعد بضعة اشهر وانا اشكك في ذائقتي ولا اقوى على التشكيك في جابرييل ماركيز ، ولم تنجح هذه المرة ، بل انني فشلت اسرع من المرة السابقة ، ولم استطع ان اتقدم اكثر ، وبعد سنتين تقريبا رجعت للرواية نفسها وانا اشكك في نفسي من جديد واقول من المؤكد ان ذائقتي الأدبيه نظجت في الفترة الماضية ، ولكن هيهات, كل ما استطعت ان اقطعه هو حوالي 200 صفحة من 535 صفحة اجبرتني ان العن ( بوينديا) وهو شخصية رئيسة في الرواية ، لأنني حقيقةً شعرت ان الرواية تفتقد لكل شيء ، فقررت ان احذف ماركيز من قائمة الأدباء ، واطالب بسحب جائزة نوبل منه, وبدأت ابحث عن صديق ( اكرهه) لكي اهديه الرواية عله يتعذب بها . كانت هذه النسخة من ترجمة الدكتور محمد الحاج خليل ( سامحه الله).

وفي بداية رمضان الماضي ، في زيارة غير محسوبة لمكتبة ( دار الكتاب) وهي المكتبة التي اشتريت منها النسخة السابقة حينما كان اسمها (المكتبة التراثية) وكالقدر اللذي يلاحقني ، تركت عيني جميع الكتب وسقطت على رواية (مئة عام من العزلة ) مرة اخرى ، ولكن بغلاف مختلف ، وبعد مناقشة مع البائع ,اشتريت الرواية على ان اعيدها اذا لم تعجبني, رميت الرواية في البيت, وبدأت اقرأها في نهاية شهر ذو القعدة ، وبعد اسبوع انهيت  اروع رواية (مترجمة) طبعاً من ترجمة المبدع صالح علماني في 500 صفحة .

من اراد ان يستمتع بالرواية عليه ان يترك ترجمة د.محمد الحاج خليل ، الذي افقدها نكهتها ويعود السبب في ذلك لأنه ، كما علمت لاحقاً ،  ترجمها من الإنجليزية وليس من لغتها الأم الأسبانية كما فعل المبدع صالح علماني . الأمر الاخر ، يجب ان تكون قاريء روايات محترف حتى تستطيع التلذذ بها . اخيراً ، تكرر الاسماء في الرواية عالجه صالح علماني بعمل مشجرة جميلة  في اخر الرواية تساعد على عدم الخلط.

اخيراً سأكتب فقط بداية الرواية(بالنص) في الترجمتين لتعرف الفرق من اول السطر :

في ترجمة الدكتور محمد الحاج خليل – المؤسسة العربية للدراسات والنشر:

مضى زمن طويل ، والان امام فريق الإعدام ، يتذكر الكولونيل اوريليانو ذلك اليوم البعيد. كان الوقت عصراً عندما اصطحبه ابوه ليكتشف الجليد. كانت (ماكوندو) يومئذ قرية تضم نحو عشرين بيتاً مبنياً من الطين، على ضفة نهر صغير ، مياهه صافية تنساب في مجرى تغطي ارضه حصى ملساء متلألئة ، بيضاء كبيرة الحجم ، كأنما هي من بيض ما قبل التاريخ . وكان العالم حديثاً ، حتى ان كثيراً من الاشياء كانت بلا اسماء ، وفي شهر اذار/مارس من كل عام ، كانت تصل عائلة غجرية فقيرة ، فتقيم خيامها قرب القرية. وعلى اصوات الأبواق العالية وهدير الطبول الصاخبة ، تقوم العائلة بعرض المخترعات الجديدة .

في ترجمة صالح علماني – دار المدى للثقافة والنشر :

بعد سنوات طويلة ، وامام فصيلة الإعدام ، سيتذكر الكولونيل اوريليانو بوينديا ذلك المساء البعيد الذي اخذه فيه ابوه للتعرف على الجليد. كانت ماكوندو آنذاك قرية من عشرين بيتاً من الطين والقصب، مشيدة على ضفة نهر ذي مياه صافية، تنساب فوق فرشة من حجارة مصقولة ، بيضاء وكبيرة ، مثل بيوض خرافية. كان العالم حديث النشوء ، حتى ان أشياء كثيرة كانت لا تزال بلا أسماء، ومن اجل ذكرها، لابد من الإشارة اليها بالإصبع. وفي شهر آذار من كل عام، كانت اسرة غجر ذوي أسمال، تنصب خيمتها قريباً من القرية وتدعو، بدويِ أبواق وطبول صاخبة، الى التعرف على الاختراعات الجديدة .

 

ان كنت قرأت الرواية شاركني رأيك!

You might also like

Comments (19)

  • عونيــ 15 سنة ago Reply

    جزاك الله خيرا يا صديقي 🙂

    شكرا على هذا التوضيح. أظنني إشتريت النسخة السيئة التي تظهر إلى يمين الصورة في الأعلى..

    أرجو منك أخي العزيز أن تذكر لي إسم دار النشر الذي ينشر ترجمة صالح علماني.

    بالفعل قيل لي أن هناك نسختان مترجمتان من الرواية، و قيل بأن هناك نسخة سيئة جدا، و ظننت أثناء شرائي للرواية بأن النسخة التي إشتريتها هي النسخة الجيدة، و لكن … 🙁

    سأشتري النسخة الثانية إن شاء الله 🙂
    نعم معك حق، لاحظت أثناء تصفحي للرواية بأن الكاتب ترجمها عن الإنكليزية. ظننت أن هذا أمر جيد أو طبيعي. بالطبع أوافق تماما على أن يتم ترجمتها عن الإسبانية، هذا يجعل منها أكثر وضوحا و دقة.

    في أمان الله ..

  • […] أخرى أفضل بكثير للرواية، قام بها صالح العلماني [شكرا د. أنور] [↑]يقول الأستاذ جلال أمين عن هذه الرواية المتميزة: […]

  • Okbah 15 سنة ago Reply

    اممممم..
    هل هو إذن السبب في عدم ااستسياغي لهذه الرواية..؟!
    شكر ادكتور على هذه التدوينة التي جاءت بعد فوات الأوان.. وبعد أن دفعت 60 أو 70 ريالاً ثمنا لهذه الرواية من مكتبة جرير بترجمة الدكتور خليل.
    وأيضاً لم أكتب مراجعتي لهذه الرواية لهذا السبب فيما يبدو.. لقد أكبرت بحق قدرة جابرييل الروائية وصنعته التفصيلية وقلت بجق أن (الإبداع في التفاصيل) وليس الشيطان! قرأت الرواية دفعة واحدة وأعجبني ذلك الخيال الخصب للكاتب..لكن لي نقد من الناحية الفكرية للرواية ربما ساكتبه فيما بعد.
    أم الناحية اللغوية فلا بد لنا فيما يتراءى لي أن نقرأ الروايات العالمية بلغاتها الأصلية إن لم نجد من (يعربها) لنا وليس مجرد (الترجمة) فقط.
    شكرا لك مرة أخرى.

  • Anwar 15 سنة ago Reply

    عونيــ

    عزيزي عونيـ ، تم تحديث التدوينة وكتابة دور النشر ، معوضين يا باشا ، ولا مانع من الاحتفاظ بالنسختين معك وإهداء الغير جيدة لصدق تريد ان تعذبه 🙂
    ــــــــــــــــــــ

    Okbah
    الأخ عقبة ،
    اتفق معك ان الترجمة فن ، وخصوصاً الأدبية منها ، وهناك اعمال عالمية تمت ترجمتها باحترافية حتى اكاد ان اقول انها تفوقت على لغتها الأم ، لأن لغتنا العربية لغة تستطيع ان تحتوي اي لغة اخرى ، بشرط ، ان يتوفر المترجم الأديب !!

  • Pen 15 سنة ago Reply

    يبدوا أنني سقطت على النسخة السيئة.. كنت دائماً اقول لنفسي ان تتريث قبل اقتناء اي رواية خصوصاً إن كانت مترجمة.. ولكني ظننت أنه ليس هناك إلا ترجمة واحدة لها.. وللأسف فالنسخة السيئة هذه منتشرة ومتوفرة على ارفف المكتبات (جرير والعبيكان على ما اعتقد) وهذا ماجعلها تنتشر.. لن اقرأها إذاً طالما هناك ترجمة أفضل.. وسأنتظر حتى تتسنى لي زيارة (الكتاب) كي اقتني هذه النسخة الرائهة

    صالح علماني لاينبغي أن تتجاوزه إن رأيت اسمه على رواية 🙂

  • عونيــ 15 سنة ago Reply

    جزاك الله خيرا، سأسجل إسم الدار لأرى إن كان له فرع في لبنان. قلت لي أن أهدي القديمة إلى صديق ؟ 🙂

  • Abdullah 15 سنة ago Reply

    سعدت كثيرا اني وجدت هذا الموضوع قبل شرائي للرواية.. الرواية أحدثت ضجيجا لايكاد ينافسه ضجيج فيما يخص الروايات.. وأحب أن أقراها بأفضل نسخة مترجمة حتى “أحاول” الإستمتاع بها قدر الإمكان. بالرغم من أني أشك في أنها ستعجبني!

    شكرا لك على الطرح الرائع والمفيد 🙂

  • Anwar 15 سنة ago Reply

    Abdullah
    اهلاً وسهلاً اخ عبدالله ، لا تشك ابداً في الاستمتاع بعمل بهذا الحجم، يجب ان تستمتع!!
    تحياتي

  • بتول 15 سنة ago Reply

    شكرا على هذا التوضيح …
    الرواية أكثر من رائعة , وقد قرأتها منذ سنة تقريبا بترجمة صالح علمانيا التي كانت مذهلة كما قلت ..الكثير من القراء عابوا عليها تشابكها وتغير شخصياتها بسرعة إلا أنني أرى أنها أبداع كبير فقد نجح الكاتب باهتمامه بالتفاصيل بجعل القارئ يعيش مع أحداثها ..
    ولكن كما قلت :
    ” يجب ان تكون قاريء روايات محترف حتى تستطيع التلذذ بها”

  • Anwar 15 سنة ago Reply

    اهلاً وسهلاً اخت بتول
    الجميل في روايات ماركيز، وخصوصاً هذه الرواية، انها تخاطب مستويات مختلفة من الوعي والإدراك، فعندما تعيد قراءتها بعد مدة ستجد مواطن متعة واثارة لم تنتبه لها من قبل.
    على المستوى العربي، نفتقر الى اعمال ادبية بهذا الحجم من (الحبكة ) الفنية على مستوى الأفكار والترابط بغض النظر عن ابداع او شاعرية النص.

    شكراً على إحياء التدوينة 🙂

  • Mais 15 سنة ago Reply

    السلام عليكم

    أنا قرأت الرواية ومن المرة الأولى بترجمة الأستاذ الكبير صالح علماني لأنه أكثر من متميز في الترجمة من اللغة الإسبانة ولهذا السبب لا أقرأ رواية من روايات غابييل ماركيز ما لم تكن من ترجمته .
    وكذلك قرأت الجزئين الأولين من ثلاثية الكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي كذلك بترجمة صالح علماني ولكني أبحث عن الجزء الثالث (بيت الأرواح) ووجدته لكن بترجمة مختلفة ، أرجو الإفادة إذا ما كان الأستاذ علماني قد قام بترجمة هذه الرواية أيضاً ودار النشر التي قامت بالإصادر .
    شكراً

  • Anwar 15 سنة ago Reply

    وعليكم السلام Mais

    اولاً هنيئاً لك الإختيار الموفق منذ البداية، ثانياً اظن انك افدتني اكثر مما ستستفيدي من ردي وهنا انا سأسل فللأسف لم اقرأ شيء للكاتبة ايزابيل، وبحكم قراءتك لرواية مئة عام من العزلة فلابد انك قارئة محترفة، سؤالي هو لو طلبت منك ان تسمي لي عمل واحد اقرأه لايزابيل الليندي فبماذا توصيني؟ ومن اين ابدؤها؟؟

    تحياتي لك

  • moka_lovers 14 سنة ago Reply

    عاوزة اقراها كتير جدا

  • خليفة 14 سنة ago Reply

    السلام عليكم.
    مشكور أخي على تنبيهك. ولي مع هذه الرواية قصّة شبيهة بقصّتك.
    بدأت قراءة هذه الرواية أول ما بدأت من ترجمة سامي الجندي من منشورات دار الجندي. الحقيقة لم أتمكّن من إنهاء الفصل الأوّل. ومع ذلك لمست فيها رواية رائعة، ولكن لم تهن علي نفسي أن أقرأ مثل هذه المجزرة في تنسيق اللغة العربيّة.
    فجاء دور النسخة التي ذكرت من ترجمة الدكتور محمد الحاج خليل، وهذه أفضل بمراحل من سابقتها. ولكنّني لا أظن أنني تجاوزت الفصل الثالث. ما شاء الله عليك لديك قوّة احتمال هائلة. وربما يكون السبب أيضًا لعدم اتمامي قراءتها أنّها ترجمة للترجمة الإنكليزية، وهذا يفقدها أكثر من نصف جمالها. على فكرة النسخة الإنكليزية إن كانت من ترجمة راباسا فهي التي ساهمت في إيصال ماركيز إلى نوبل والعالمية.
    ومنذ فترة ليست بالبعيدة نصحني أخ أقدره وأحترمه أن أقتني نسخة صالح علماني، ولكنني كنت قد فقدث ثقتي بالترجمة والمترجمين فلم أزد عن أن بحثت في الشبكة العنكبوتية عن هذا المترجم، والذي، بعد أن قرأت الفقرة الأولى التي أدرجتها مشكورًا، بدأت أحمل له في صدري احترامًا خاصًّا، قد لا يناهزه فيه إلا المرحوم منير البعلبكي.

    شكرًا لك أخيرًا. مدونتك هذه ستنقذ أرواحًا كثيرة، وستخفف على جيوب أكثر.

  • Radwa 14 سنة ago Reply

    شكرا .. بس في لينك للكتاب ده بترجمة صالح علماني .. أنا محتاجاه جدا .. شكرااااا

  • صلاح 13 سنة ago Reply

    ات اتلرواية في بداية التسعينات بترجمة سامي الجندي و عشقتها الى درجة الجنون و الهوس
    كانت اروع ماقرات و ستبقى كذلك
    و بعد فترة طويلة في الالفية الجديدة اشتريت الرواية من جديد بترجمات اخرى
    لكنني لم اجد فيها جال الترجمة الاولى بقلم سامي الجندي

  • بركاى 13 سنة ago Reply

    سنة 2005 كان صديقي في مصر ، أتصل بي ليخبرني بانه اشترى نسخة من رواية شيفرة دافنشي . كان يسألني عنها . لم اجبه ، قلت له ثمة رواية تدعى مائة عام من العزلة لكاتبها غارسيا ماركيز .
    كنت أعرف لعبة الترجمة و قرأت ترجمات بديعة لصالح علماني . قلت له أن يشتري ترجمة صالح المنشورة في دار المدى . في ليبيا – بنغازي ل تكن موجودة تلك النسخة في الأسواق . أنا الآن في فرنسا . لم أجد إلى الآن نسختي من رواية ماركيز العظيمة بتلك الترجمة ، في تنزيلات النت ليست ثمة سوى الترجمة الأخرى التي لن اقرأ بها ذاك الكتاب العظيم .
    صديقي في الكتب .
    إنها ملاحظة رائعة في مقال أروع .

  • مرام 13 سنة ago Reply

    كنت أولى ضحايا الترجمة السقيمة فمما زالت الرواية في سبات أبدي في رف الكتب وانا كلي ندم على كل قرش اندفع فيها.
    حتى كنت ارحم من أن أتبرع فيها لصديق اكرهه ،لكني قطعاً سحب النوبل من السيد غابرييل !
    أ

  • رضا كيالي 13 سنة ago Reply

    يا أخي، مع إحترامي لرأيك، لم أر من خلال الفقرة التي أوردتها في بداية الموضوع، أن ترجمة الأستاذ صالح علماني تتميز على ترجمة الأستاذ محمد الحاج حليل. بل إني أرى أن أسلوب الأخير سلس وجذاب ومتماسك بصرف النظر عما إذا كن قد ترجمها عن الإنجليزية أو عن لغتها الأصلية. بذل الدكتور الحاج خليل جهدا طيباً ومشكورا في نقل هذه الرواية الهامة. والرجاء عدم الإجحاف بحقه.

Leave a Reply