منذ وقت طويل توقفت عن تحديث مدونتي وذلك لأمرين, الأول هو انني في الفترة الماضية وإلى الان يوجد لدي امور تشغلني وتبعدني عن جو الكتابة والنشر والأمر الآخر هو أنني حالياً مسافر ولا اجد ما يستحق النشر على المستوى الشخصي. كان هذا قبل اليوم طبعاً, اليوم اكمل يومي الثاني عشر في امريكا وقد تنقلت فيها خلال اربع ولايات وخمس مدن (بوسطن, لكسنقتون, تشارلوت, نيو ارك, نيويورك) بنفس الترتيب تقريباً, لاحظت امور كثيرة وأعجبتني امور اكثر لكن شيْ منها لم يستطع ان يجبرني على العودة للكتابة . امس في وقت متأخر من الليل وصلت مدينة نيويورك فبدأت الاثارة تتسلل مع انوار المدينة وانا معلق في السماء وبدأت المدينة تتحرش بي وبقلمي. بدأت اليوم اول جولاتي في هذه المدينة الصاخبة والمتحركة والمستعجلة والمتعجرفة, نيويورك, واخترت ان تكون اول مكان اكتشفه فيها هو حي منهاتن الشهير وتحديداً شارع برودواي بداية من اشهر شارع للماركات 5th avenu أو الجادة الخامسة حتى .8th avenu عندما تزور نيويورك لأول مرة وبين ناطحات السحاب وزحمة البشر والسيارات,لابد وان تشعر بذلك الشعور الغريب, خصوصاً اذا كان وقت زيارتك يوافق ساعة حركة ( ومتى تسكن نيويورك اصلاً) كنت قد تسكعت في شواع باريس وحفظت ارصفة الشانز وبعدها نصبت خيمتي في ساحة الدومو في ميلانو وطبعاً تسوقت في (البطحا يوم الجمعة) الا انني لم اشعر بالزحام والضياع والذهول كما شعرت به اليوم. الجميع يركض في جميع الاتجاهات, لا وقت للشرود او التوهان او حتى السؤال اما إن كنت مثلي لاتجيد السير في خط مستقيم فسيتدحرج بك المارة دون رحمة , الجميع هناك ولا أحد هناك, تشعر انك وحيد بشكل غير طبيعي خصوصاً اذا كنت وحدك وتريد ان تصرخ وتتكلم بلغتك وتشتم او تسبح المهم ان تتكلم فالصمت ليس له مكان في هذا الصخب .
أما قبل
يقع الفندق الذي استأجرته Hilton في اطراف مدينة نيويورك وتحديداً في ولاية اخرى وهي نيوجيرسي وقمت بذلك لأن رحلتي اصلاً تتطلب مني زيارة كلية طب الاسنان في نيوجيرسي, عندما قررت الذهاب لنيويورك تنقلت بالقطار ومن ثم اخذت السب واي او قطار الأنفاق. أتحدى اي شخص في العالم ان يفهم مترو نيويورك دون ان يسأل 10 مرات, عندما كنت في باريس وحفظت المترو هناك لا أعلم من (ضحك علي) وقال انك اجتزت اصعب مترو !! ياعم مترو نيويورك يدوخك ويدور راسك وبعدين تبدأ تمسك اول خيط, المهم, ولأنني لا املك من الوقت الكثير قررت ان يكون اول يوم هو التسكع في شوارع منهاتن وفي التايم سكوير وأخيراً قررت ان استغل وجودي في اشهر منطقة مسارح في العالم (برودواي) وأحضر عرضاً مسرحي من نوع ( ميوزيكال).
Jersey Boys
لا آتي كل يوم الى نيويورك ولا اكون في شارع برودواي كل سبت فكيف سأسامح نفسي اذا لم احضر هناك عرضاً مسرحياً رغم ارتفاع السعر 🙁 كانت اغلب مسرحيات شكسبير تعرض ولأن لغتها غالباً صعبة لم افكر حتى في الاستفسار , فبحثت عن عرض مسرحي موسيقي حتى استغل جميع امكانات المسرح, فقطعت آخر تذكرة تقريباً بحوالي 122 $ في المنتصف, ولأن رأس مالي من العروض المسرحية هو مسرح المدرسة ومسرحيتين في الجامعة ومسرحية (مهزلة) مناحي قبل سنتين في الرياض فقد ابهرني كل شيْ, نعم كل شيْ, الأداء ,التأثير, المؤثرات , التنظيم, كبار السن المتفاعلين مع الأغاني والرقصات, بكاء الجمهور (طرباً وعذاباً) المسرح الضخم جداً جداً جداً, ساعتين ونصف لا أعلم كيف انقضت بلمح البصر.
انشودة المطر
في زحمة البشر وفي تنقلهم الدؤوب, بدأ المطر يهطل فخرجت المضلات من كل مكان وتغطى اغلبهم بأكياس نايلون لا أعلم اين كانوا يخبؤونها, بدأ المطر يزداد, ثم انسكب انسكاباً على الجميع, ولأنني لا ألوي على شيء, انتبذت ركناً قصيا تحت احدى شرفات المتاجر وجلست اراقب, هدأت حركة النحل وبدأ الناس يشعرون بالؤلفة لبعضهم ولو شكلياً, تجمعوا على شكل قطعان هنا وهناك وابتسامات صفراء لا تفارقهم, كان المشهد مثير جداً لتكتمل الإثارة مع ابو نورة وهو يدندن رائعة السياب في اذني مطر مطر مطر…
أكرهها وأشتهي وصلها,,
في تجربة يوم واحد قررت ان احسم امري مع مدينة نيويورك (الغانية) فهي مثل بنات الهوى, حتى لو بدت جميلة وأنيقة فمن الخطأ ان تقع في هيامها أو ان تعذب نفسك بوصالها, فجوانبها القبيحة وان لم تكن بادية من الآن الا انك تشتمها من مسافة اميال. فغلاء الأسعار هناك مرهق بشكل واضح جداً, كذلك هذا الزحام وهذا الركض المسعور يقصر العمر ويشعرك ان الحياة تنحسب بأجزاء الثانية, أخيراً الوحشة وغياب اي روح للؤلفة في مدينة صاخبة ترى فيها وجوه جميع البشر ولا تألف احدهم ولا يألفك أحد. عفواً نيويورك لا أستطيع الإرتباط بك أو حتى الوثوق بك ولكن هذا لا يعني أنني سأتوقف عن طرق بابك !!!!
من زمان يا عم
مشتاق لك ولكتاباتك
ابتعد عن الأماكن المزدحمة فهي وإن اغرتك في اول امرها فستملها قريبا
وجميل انك ادركت ذلك من تجربة اليوم الواحد
بوركت وبروك قلمك
هلا والله وغلا يا باشة
الله يهديك يا أنور كان توقيت سفرتك غير مناسب بالنسبة لي والا كان كنت معاك وونستك في هالرحلة وكمان استانست معاك بالتجوال في أمريكا وشوارع نيويوك
ولكنك قهرتني لما حسستني ان فهلوتنا في مترو باريس طلعت أي كلام 🙂
وكمان الشانز، يعني فعلاً نيويورك تغطي على كل أوروربا زي ما يقولون!؟
عموماً لازم لنا سفرة جاية مع بعض ونقعد كم يوم في نيويورك عشان نفهم المترو حقهم 🙂
إلا على فكرة كيف كانت المسرحية وما حولك أحد تضحك معاه والا تناقشه على الي تشوفوه!!
بالتوفيق وترجعلنا بالسلامة،،،
والله بكيتني ..
الله يسامحك ..
أنور أنا مغادر استراليا خلال أسبوعين وأي حديث يمس الحياة في الشطآن المأهولة بالإنسان .. يحزنني:
لحظةً ..
أغمضُ عينيّ لئلا ..
تعكسا ماليس في قاموس أحلامي الفريدة ..
فإذا بي ..
أفتحُ العينينِ كيلا ..
تبصراها تقتُلُ الحاءَ ..
وترمي الباءَ ظلماً ..
خلف قضبانِ القصيدة ..
لم أجد حلاًّ سوى ..
أن أغمضَ العينَ التي لا تقرأُ الأحرفَ ..
إلا حينما تكتبُها كفُّ الغضبْ ..
وأرى الواقعَ بالأخرى التي تُبصِرُها ..
– في الحُلْمِ – تنأى عن دروبي دون ذنب ..
عدتُ كالشَّمسِ التي لا ترغبُ الإشراقَ ..
في شاطئناَ المهجورِ ..
تستعذِبُ – حتى لا ترى ما يكسِفُ الوُجدانَ –
إطباقَ الكسوف ..
ولها في الشاطئ المأهولِ بالإنسانِ ما يُسعدُها ..
ولها فيما وراء البحرِ أصنافُ الحتوف ..
أخوك إبراهيم
ابو المعتصم
المدن المزدحمة حلو انك تكون قريب منها, يعني زي صبيا والعشة مثلاً , الرياض والدرعية, بيروت والبقاع, باريس والضواحي<<< بدا النصب 🙂 وانا اخوك الفيسبوك والتويتر والايميلات قتلت الرغبة في الكتابة 🙁 شكراً لك
ابو عبدالملك
والله افتقدتك في هالرحلة, ياخي احس صعب اعتمد على نفسي في كل شي, وبعدين مافي احد اقعد اقطع في الناس معاه 🙂
في رأيي ان اوربا لها نكهتها ورونقها وامريكا لها طعمها ولونها لكن ما اظن انك حتلاقي جمال طبيعة زي اللي في اوربا…. لكن احنا الكآئنات الليلة اظن ان امريكا الانسب لنا مع احترامي للشانز 🙂
الجايات اكثر ياحلو واصير انا اعلمك الطريق هع
ابراهيم حجاب
ولها في الشاطئ المأهولِ بالإنسانِ ما يُسعدُها ..
ولها فيما وراء البحرِ أصنافُ الحتوف ..
الله الله الله عليك, ان كنت قد ادمعت عينيك فها أنت تعود وتنتقم مني بهذا النزف العذب. واصل عذاباتك ونزفك وحزنك ان كان بهذا الجمال فلا بأس ان يتعذب واحد من اجل ان يشفى غليل الآخرين ولا بأس ان نحمل شعرك الذي جرَح وجدانك لنتغنى به كلما مسنا شيْ من حنين..
تحياتي لقلمك واعتذاري لعينيك
حياك الله يا اخ انور , واتمني ان تكون استمتعت برحلتك.
بس كان مريت علينا اذا انت رحت لشلالت نياقرا.
وبا التوفيق
الحمد لله على السلامه يااخوي انور ..
الله يعينك علي نيويورك هذا المدينه المغروره ، نيويورك تعتقد انها شافت كل شي و عرفت كل جنس فماعاد تلتفت لاحد .. اعجبني كثير وصفك لها و للي مريت فيه .. يعجبني اللي مايكتب بتكلف لكنه يكتب بفن .. حقيقه ان امريكا كلها غاليه نوعا ما لكن الاسعار تتضاعف في المدن الكبيره ..
سعيد جدا بالموجه اللي اوصلتني لمدونتك ..
اخي حاتم
شكراً لك ، ولم يحالفني الحظ في زيارة كندا، لكنني افكر بالعودة لها مستقبلاً 🙂
الأخ عبدالله القحطاني
شكراً جزيلاً لوجودك هنا وشكر اكثر لإيميلك الخاص والذي يعكس اصالتك ونبل اخلاقك.
حقيقتاً انا في السعودية الآن ولم احدد موعد انتقالي لأمريكا او ربما لمكان آخر !!
تشرفت بمعرفتك
заказать командообразование тут
قد تكرههاأو بمعى آخر تهابها لكن سرعان ما تدمن البقاء فيها أو قريباً من نبضها هذا هو سحر “أبو كبوس”
انا اتمنى اني اروح لهاذي الاماكن فادعولي ارو له
جزاك الله خير على هذا المقال الرائع, انا زرت نيويورك قبل سنتين والله انها أجمل مدينة زرتها طبعا بعد مكة و المدينة المنورة, وأنا زرت باريس و روما و ميلانو وما لقيت فيهم شي مميز زي نيويورك ناطحات السحاب روووعة , أنصح المسافرين على نيويورك انو لا تفوتوا زيارة متاحف ميويورك و أشهرها ( metropolitan museum of art و new york museum of natural history ) و لا تنسوا حديقة سنترال بارك و تمثال الحرية ….و بالتوفيق للجميع
I took my first personal loans when I was a teenager and that helped me a lot. Nevertheless, I require the student loan also.
بصراحة كلامك مبهر جعلتني اعيش معك اللحظات فقط من القراءة وبنفس الوقت اخفتني فانا على موعد للذهاب الى نيويورك لاكمال دراستي وكلامك يجعلني اضع في راسي مليون اعتبار والف حساب اشكرك جزيل الشكر وارجو لك الاستمرار